عواصم - وكالات-اكدت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس ان وجود دولة فلسطينية قوية مع ضمان أمن اسرائيل سيساعد في التصدي للمد المتزايد للتطرف في انحاء المنطقة والذي تحفز عليه أفعال ايران.
وقالت رايس ان وجود دولة فلسطينية رشيدة يمكن ان يكون رادعا لذلك الخطر /التطرف/.
واضافت قولها هذا يجعل حل الدولتين أكثر الحاحا من أي وقت مضى.
وتسعى الولايات المتحدة الى كسب التأييد من دول عربية متشككة مثل السعودية في مؤتمر انابوليس وقالت رايس ان الدول العربية الرشيدة يجب ان تبرهن على انها تؤمن بان لاسرائيل وطنا دائما في الشرق الاوسط.
وقالت دونما اسهاب حان الوقت لانتهاز تلك الفرصة ولهذا نعتزم عقد اجتماع جدي وجوهري في انابوليس.
وحثت رايس التي عادت من المنطقة الاسبوع الماضي الجانبين على تقديم تضحيات مؤلمة واتخاذ اختيارات صعبة يحتاجان اليها من أجل السلام قائلة ان مستقبل الشرق الاوسط كله في خطر.
ويسعى الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي الى صوغ وثيقة مشتركة قبل المؤتمر ولكنهما لم ينجحا بعد في تذليل الخلافات بينهما والاتفاق على نص يقول دبلوماسيون انه من المرجح الا يتضمن تفاصيل.
وجادلت رايس بقوة اكبر في الاسابيع الاخيرة بان النجاح في حل المشكلة الاسرائيلية الفلسطينية سيساعد في التصدي لما تقول واشنطن انه خطر متزايد من ايران في برنامجها النووي وفي مساندتها جماعات مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت رايس بصعود نظام ايراني عدواني فاننا نرى ان التطرف العنيف يتطور بطرق جديدة وخطيرة بطرق تجعله خطرا لا على شعب امة واحدة او عرق واحد او ديانة واحدة لكن على الجميع في الشرق الاوسط.
واضافت قولها ان حكومة ايران تضع على نحو متزايد نفسها في رئاسة التطرف العنيف المتصاعد.
وتسعى واشنطن جاهدة الى فرض عقوبات جديدة في مجلس الامن الدولي على ايران بسبب برنامجها النووي.
وقالت رايس هذه العقوبات تساعد على توفير الوسائل التي تحتاج اليها دبلوماسيتنا للنجاح.
وكررت ان كل الخيارات قيد الدرس ومن ذلك الخيار العسكري.
واتهمت رايس ايران بنشر التطرف والعنف في أنحاء الشرق الاوسط وقالت ان قيام دولة فلسطينية قوية سيساعد في التصدي لهذا الخطر.
وكانت رايس تتحدث الى زعماء اليهود الامريكيين في مؤتمر عقد في ناشفيل بولاية تنيسي وطمأنتهم الى التزام واشنطن بحماية اسرائيل من المخاطر التي تشكلها طهران.
وقالت ان نجاح المفاوضات من اجل اقامة دولة فلسطينية قد يساعد على مواجهة نفوذ ايران في المنطقة.
وقالت رايس وسط تصفيق الحضور في اجتماع الطوائف اليهودية المتحدة كما فعلنا دوما سنتصدى لاي عمل يعرض للخطر أمن اسرائيل.
من ناحيته قال صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية امس إن الاجتماعات التفاوضية مع إسرائيل ما زالت تواجه صعوبات.
وأشار عريقات إلى أن اجتماعا عقد أمس الاول لطاقمي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي لم يتقدم بشيء.
وقال عريقات في اتصال مع إذاعة صوت فلسطين) امس: كان لقاء صعبا، حول المفاهيم وهنالك صعوبات، وأنا قلت إن خطا رفيعا يفصل بين الصعوبات والدخول في أزمة، نحن لا نذهب إلى اجتماع بإعادة اختراع العجلة، واختراع مرجعيات.
وأضاف إن هنالك مرجعيات متفق عليها في كل المبادرات التي طرحت سواء كانت خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية، ورؤية الرئيس (الأمريكي جورج) بوش والاتفاقات الموقعة، أو قرارات الشرعية الدولية.. (وهي) العامل المشترك بين كل هذه المبادرات والقرارات.
وتابع أن السلام له مكونات ونحن لا نستجدي السلام، ولا يستطع أحد استجداء السلام من أي جهة كانت، السلام هو حاجة لأطراف الداخلة في الصراع، وباعتقادي هناك حاجة كبيرة للإسرائيليين وللفلسطينيين ولكل شعوب المنطقة ولكل شعوب العالم بالتوصل إلى سلام.
وأردف إن السلام معنا يقوم على أساس انسحاب إسرائيل إلى خط الرابع من حزيران عام 67 بما فيها القدس وحل قضايا القدس والحدود واللاجئين والمياه والمستوطنات والأمن استناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة.
وشدد على عدم وجود أي معادلة أخرى للسلام، مشيرا إلى أن استمرار المماطلة الإسرائيلية وتخفيض سقف التوقعات وفرض الحقائق على الأرض والاستمرار بالقتل والاغتيال والاقتحام والحصار والإغلاق كل هذا لن يؤدي إلا تصعيد دائرة العنف والتطرف وإراقة الدماء.
واستغرب عريقات من موقف اللجنة الرباعية، وعدم مساعدتها في توفير الأجواء لإنجاح مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي دعت واشنطن لعقده خريف العام الجاري.
وقال إن الغريب أن اللجنة الرباعية هي الحكم، وهي الطرف الذي يطرح آليات التنفيذ والجداول الزمنية وفرق الرقابة والسؤال لماذا رفضت اللجنة الرباعية ذلك إلى الآن.
وأضاف إننا قلنا عن تنفيذ التزاماتنا ونحن نريد تنفيذ المرحلة الأولى من خريطة الطريق بشكل تام وبشكل متوازي وفوري ومبادل، وأنا باعتقادي اللجنة الرباعية إذا استمرت في عدم طرح آليات التنفيذ والجداول الزمنية وفرق الرقابة سيكون هناك مشكلة أكبر.
وتابع قلنا باننا لسنا الحكم على إسرائيل، وإسرائيل ليست الحكم علينا، الحكم هم أعضاء اللجنة الرباعية، وعليهم المبادرة لتنفيذ ما عليهم من مسؤولياتهم وهي طرح آليات التنفيذ والجداول الزمنية وفرق الرقابة.
وأشار إلى أن هنالك التزامات على إسرائيل في تنفيذ المرحلة من خطة خريطة الطريق وإسرائيل مازالت لم تطبق أو تنفذ فيها شيئا.
كما لفت إلى أنه لم يحدد بعد موعد الاجتماع المقبل للطاقم التفاوضي الإسرائيلي والفلسطيني.
وشدد على أن لقاء امس الاول الذي عقد مع خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي ارتكز على الصعوبات التي تواجهها المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وتدخل اللجنة الرباعية عن طريق مراحل تنفيذ الجداول الزمنية وفرق الرقابة وتنفيذ المرحلة الأولى من خريطة الطريق.
وحول الشأن السوري، قال: أولا نحن لا نخشى لعبة المسارات، نحن كأطراف عربية إذا ارادة إسرائيل أن تنسحب من الجولان العربي السوري المحتل فنحن أول من يدعم ذلك، وأول من يؤيد ذلك.. نحن مع تحرير كل الأراضي العربية المحتلة، ولن نسمح لإسرائيل أو غيرها للتلاعب بالمسارات لمجرد التلاعب بالمسارات
وقد غادر وفد رسمي اسرائيلي تل ابيب امس الاول متوجها الى واشنطن حيث سيحضر للاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط المقرر اواخر تشرين الثاني في الولايات المتحدة، على ما افادت مسؤولة اسرائيلية.
وقالت المتحدثة باسم رئاسة الحكومة ميري ايسين لوكالة فرانس برس غادر يورام توربوفيتش وشالوم ترجمان وهما على التوالي رئيس مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت ومستشاره السياسي، تل ابيب ليلا الى واشنطن برفقة اهارون ابراموفيتش المدير العام لوزارة الخارجية.
وتابعت سيناقشون التحضيرات لاجتماع آنابوليس في منطقة واشنطن.
وقالت مسؤولة اسرائيلية حول محادثات جديدة جرت بين الاسرائيليين والفلسطينيين مساء امس الاول انها محادثات صعبة ولم يتم التوصل الى شيء.
وقالت المسؤولة طالبة عدم كشف اسمها ان اولمرت مستعد لتقديم تنازلات جغرافية مهمة وكذلك على صعيد الاستيطان للتمكن من اقامة دولة فلسطينية وحتى تبقى اسرائيل دولة يهودية وديموقراطية.
وقال مارك ريغيف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية تعليقا على مباحثات وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ورئيس طاقم التفاوض الفلسطيني احمد قريع يجب تكثيف العمل ومضاعفة اللقاءات حتى يكون اجتماع انابوليس ناجحا.
وتجري مفاوضات منذ اسابيع بين الاسرائيليين والفلسطينيين لوضع وثيقة مشتركة قبل انعقاد الاجتماع الدولي تشكل اساسا لمفاوضات السلام التي يفترض ان تجري بعده وتتناول القضايا الاساسية مثل وضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين وترسيم الحدود وانهاء الاستيطان.
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية امس أن رئيس طاقم التفاوض الفلسطيني احمد قريع أصر خلال اجتماع عقد أمس الاولمع طاقم التفاوض الإسرائيلي في القدس على أن يشمل بيان مؤتمر انابوليس للسلام مبادئ تسوية القضايا الجوهرية.
وقالت الصحيفة أن قريع يصر على أن يشمل البيان انسحابا إسرائيليا إلى خطوط عام 67 والتأكيد على أن القدس الشرقية ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية.. إلا أن الجانب الإسرائيلي رفض هذا المطلب وقال إن الوثيقة المشتركة يجب أن تتناول القضايا الجوهرية بصورة عامة دون الخوض في طريقة حلها.
وكان اجتماع بين الطاقمين المفاوضين الإسرائيلي والفلسطيني برئاسة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى والمفاوض الفلسطيني احمد قريع عقد في القدس الليلة قبل الماضية حيث تناول الجانبان بحث المواضيع التي يمكن إدراجها في البيان المشترك المقرر عرضه على مؤتمر أنابوليس الذي دعت الولايات المتحدة لعقده خريف العام الجاري.
الخميس نوفمبر 15, 2007 5:24 am