القدس من محمد ابو خضير - قام قادة المستوطنين وممثلون عن أحزاب اليمين الإسرائيلي المتطرف واعضاء في الكنيست ظهر أمس بجولة استفزازية شملت أنفاقا شقتها سلطة الآثار الإسرائيلية سراً وبقايا آثار أموية وعثمانية في منطقة سلوان وحائط البراق مكذبين بذلك تصريحات الحكومة الإسرائيلية التي ادعت مراراً ان الحفريات في محيط وأسفل المسجد الأقصى المبارك قد توقفت .
وكان نواب الكنيست من اليمين الإسرائيلي المتطرف قبل الجولة قد بادروا بسن قانون صادقت الكنيست عليه باغلبية كبيرة من الاصوات ظهر أمس على تعديل مشروع قانون اساسي يستوجب الحصول على أغلبية ثمانين عضو كنيست للمصادقة على تقديم تنازلات في القدس بدلا من أغلبية واحد وستين نائبا.
وقام اعضاء الكنيست خلال الجولة بالدخول في تلك الانفاق والشقوق الصخرية التي وسعتها سلطة الآثار الإسرائيلية خلال السنوات والأشهر الأخيرة بصورة سرية برفقة عدد من المرشدين وموظفي سلطة الآثار الذي شرحوا ابعاد هذه الحفريات التي حسب زعمهم تعبر عن اكتشاف بقايا ما يسمونه بـ ( مدينة داود ) .
نواب اليمين المتطرف في ختام الجولة صرحوا للصحفيين : ان هذا اكتشاف عظيم يعزز السيطرة الإسرائيلية على البلدة القديمة ويمنع تسليمها لغير اليهود وان هذه الآثار بمثابة عودة لجذور اليهود في القدس على حد قولهم .
وقال النائب المتطرف والداعم للاستيطان في القدس المحتلة اريه الداد نحن نكتشف اليوم جذور اجدادنا من حقبة الهيكل الأول والثاني مؤكداً أن حقوق الشعب اليهودي غير قابلة للنقاش فتاريخنا في إرض إسرائيل يعود الى الاف السنين قبل الشعب الفلسطيني كما قال .
وحسب المرشد الإسرائيلي الذي قاد الوفد البرلماني والاستيطاني الإسرائيلي هناك نفق جديد تم تدشينه على بعد بضعة امتار فقط من اسوار المسجد الاقصى المبارك يشكل العمود الفقري لسلسلة من الانفاق الفرعية التي تتشعب في كافة ارجاء المدينة المقدسة واسفل أحيائها وخاصة الإسلامي وترتبط بحي سلوان وباب المغاربة وما يسميه اليهود بـ (مدينة داود ) و (الحوض المقدس ) .
ولفت المرشد وهو يشير الى بقايا حجارة وأعمدة ومقرنصات وتيجان واقواس من نمطها المعماري يظهر انها إسلامية من عصور متقدمة متهالكة واخرى رومانية : ان النفق المذكور تم شقه وتوسيعه بجهود عدة جهات إسرائيلية وخاصة سلطة الآثار الإسرائيلية .
وقال النائب اروي ارئيل من حزب التحالف الوطني الصهيوني ( المفدال ): القدس عاصمة الشعب اليهودي وحده يمكن للآخرين ان يعيشوا هنا ولكن لن يحصلوا على السيادة على هذه المدينة فالسيادة لإسرائيل فقط .
واوضح ارئيل ان الحفريات يجب ان تستمر في منطقة ( حائط المبكى ) حائط البراق ومدينة داود وفي المدينة بكاملها لكشف كنوزها وآثارها العظيمة .
كما اطلع النواب والمستوطنون على اخر ما وصلت اليه الحفريات المتواصلة في باب المغاربة وساحة حائط البراق وعمليات الإعداد للجسر المزمع إقامته هناك رغم الاحتجاجات الفلسطينية والإسلامية والدولية .
وختم نواب الكنيست جولتهم في حائط البراق ( المبكى ) موجهين رسالة واضحة عشية مؤتمر انابوليس للمفاوض الفلسطيني قبل أولمرت وحكومته المهددة بالانهيار أنهم سمنعون أي خطة قد تنهي احتلال القدس الشرقية وعودتها الى الشعب الفلسطيني كجزء من التسوية في المرحلة المقبلة .
هذا وكانت الأوقاف الإسلامية في القدس قد حذرت من خطورة الحفريات اسفل البلدة القديمة والمسجد الاقصى المبارك وخاصة العبث بالقنوات الخاصة بتصريف مياه الأمطار والتي يعود تاريخها الى آلاف السنين حيث تسببت الحفريات والأنفاق الإسرائيلية بظهور شقوق وحدوث انهيارات كبيرة في العديد من بيوت البلدة القديمة وخاصة تلك التي بمحاذاة أسوار المسجد الأقصى المبارك في الواجهة الغربية للمسجد .
ويذكر ان مدخل مقر دائرة الأوقاف في (باب المجلس) المؤدي الى المسجد الأقصى المبارك انهار بفعل الحفريات الإسرائيلية قبل بضع سنين.
كما أكدت عائلات الزربا وعائلة عبد المعطي وابو رميلة المجاورة للمسجد الأقصى المبارك سماعها بشكل متواصل وخاصة في ساعات المساء أصوات حفريات وعمال يتحدثون .
بدورها استنكرت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية الحفريات واعتبرتها محاولات إسرائيلية مستمرة لتدمير المسجد الاقصى المبارك لبناء الهيكل المزعوم .
وقال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل : ان الحفريات تحت ساحات المسجد الأقصى التي بدأت منذ 1967 لم تتوقف و حتى الآن فهي تجري تحت أقسام القدس القديمة بشكل عام و تحت المسجد الأقصى بشكل خاص، ولا تزال حتى هذه اللحظة جارية، لدرجة أن تواصل هذه الحفريات خاصة قد أوجد شبكة أنفاق تحته و هي ذات أعماق خطيرة جدا وصلت إلى الأركان الأولى التي يقوم عليها كل بناء المسجد الأقصى، بل إن كل القرائن تدل أن أنفاقا جديدة تقع تحت الأنفاق التي كانت منذ عشرات السنوات.
واضاف الشيخ صلاح الممنوع من دخول المسجد الاقصى المبارك أو الاقتراب منه ان الادهى والأمر ان سلطات الاحتلال أقامت كنيسا من طابقين بين هذه الأنفاق ومتحفا أطلقت عليه اسم قافلة الأجيال، حتى بات من الواضح أن هذه الأنفاق قد تجاوزت منطقة الكأس الوضوء - التي تقع ما بين قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى وتتجه بعد ذلك نحو قبة الصخرة نحو الأرض وفي ذلك الخطورة كل الخطورة على كل أبنية المسجد الأقصى المبارك.
وعن الهدف اكد ان هدف الحفريات وشبكة الانفاق إقامة الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك والعرب والمسلمين في سبات عميق لا حول ولا قوة إلا بالله .
ولفت الى إن كثيرا من الجهات الإسرائيلية المتطرفة تدعي أن قبة الصخرة المشرفة قامت على أثار الهيكل بمعنى أنها باتت مستهدفة وفقا للمخططات الإسرائيلية وهذا يبرز من خلال متابعة اتجاه الأنفاق، فقد كانت في الماضي محاولة لحفر نفق يتجه من الجهة الغربية للمسجد الأقصى نحو قبة الصخرة، وتم اكتشاف ذلك عندما وصل النفق إلى نقطة سبيل قاطباي والذي يقع قريبا من قبة الصخرة، والآن كل القرائن تدل على أن نفقا يحفر من خارج الأقصى باتجاه قبة الصخرة وتجاوز منطقة الكأس نحو القبة.
بدوره مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين قال : ان هذه الحفريات الإسرائيلية هي محاولة إسرائيلية للتدخل المباشر من قبل هذه الجماعات الإسرائيلية لايجاد واقع جديد في المسجد مؤكداَ ان المسجد الاقصى المبارك للمسلمين كافة وهو مسجد للمسلمين وحدهم غير قابل للخلافات والنقاشات والبحث والتفاوض مع أي جهة غير اسلامية .
ودعا المفتي الجهات الإسرائيلية الى الابتعاد وعدم المس بالمسجد وان يتعظوا من تجارب الماضي.