رئيس موريتانيا يتفهم دوافع مواطنيه للاحتجاج ضد الحكومة
الرئيس الموريتاني (يمبن) تفهم حركة الشارع الاحتجاجية على ارتفاع الأسعار (الجزيرة نت)
أمين محمد-نواكشوطقال الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله إنه يتفهم الظروف التي دفعت بقطاعات واسعة من شعبه إلى التظاهر طيلة الأيام الماضية احتجاجا على ارتفاعات الأسعار وضعف القدرة الشرائية.
وقال ولد الشيخ عبد الله إن مواطنيه كانوا يتوقعون أن تتحسن ظروفهم المعيشية في أشهر من عمل الحكومة الجديدة، لكنهم تفاجؤوا من أن الأوضاع ظلت كما هي، في الوقت الذي تشهد فيه أسعار المواد الاستهلاكية ارتفاعات متتالية ومتواصلة، بينما لا يوازي صعود الأسعار ارتفاع مماثل في القدرات الشرائية للسكان.
وحذر ولد الشيخ عبد الله، الذي كان يتحدث اليوم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني هورست كوهلر في العاصمة نواكشوط، من أن الفقر والمجاعة يهددان التجربة الديمقراطية الوليدة في بلاده، معتبرا أن التحدي الأساسي يتمثل في التعايش بين الديمقراطية والفقر، لأن الديمقراطية لا يمكنها أن تكتمل دون تعزيز للتنمية والرفاهية.
وأكد أن مساعي جدية تبذل في الوقت الحاضر من أجل التخفيف من صعوبة الأوضاع المعيشية في البلاد، مؤكدا أنه هو نفسه يتألم ويعاني جراء واقع السكان أكثر مما يتألم أولئك الذين يتشدقون ويذرفون دموع التماسيح على أوضاع الناس.
تناقض
وتتنافي تصريحات الرئيس الموريتاني اليوم مع الخطاب الرسمي للحكومة، التي اتهم وزير داخليتها يال زكرياء الحسن جهات لم يسمها "بإثارة الشغب في البلاد وتحريض الطلاب والتلاميذ على ارتكاب أعمال العنف وإشاعة الفوضى"، وذلك تعليقا على المظاهرات التي اندلعت منذ أيام وسقط جراءها ضحايا وحطمت ممتلكات.
وتعليقا على ذلك يرى المحلل السياسي أحمد سالم بخاري أن الرؤية التي قدمها اليوم الرئيس الموريتاني كانت أقل ديماغوجية، على حد تعبيره، حيث بدا في أول ظهور إعلامي له غير مرتاح من أداء حكومة رئيس الوزراء الزين ولد زيدان.
وبين ولد بخاري في تصريح للجزيرة نت أن كلام ولد الشيخ عبد الله يفهم منه تحميل المسؤولية للحكومة التي أكد أنها كان ينتظر منها القيام بإجراءات ملموسة لتحسين ظروف الناس في غضون شهور معدودة، ما جعل الرئيس يبرر ردة فعل الشارع ويعتبرها طبيعية ومتوقعة، في حين اعتبرتها الحكومة "موجهة وغير بريئة" ومدفوعة من طرف "جهات أخرى".
الرئيس الموريتاني أكد أنه لا وجود لما يسمى الإرهاب في بلاده (الجزيرة نت)
لا قواعد
وفي موضوع آخر نفى الرئيس الموريتاني -في أول مؤتمر صحفي في موريتانيا يعقده منذ انتخابه- أي وجود للإرهاب في بلاده، مؤكدا أن موريتانيا بلد مسلم ومسالم وليست منتجة للفكر الإرهابي.
وقال إنه شرح ذلك لضيفه الألماني الذي بدأ اليوم زيارة رسمية لموريتانيا، مضيفا أنه استدل له على ذلك بأن السفارات الأجنبية بقيت خلال يومي الثامن والتاسع من يونيو/ حزيران 2003 (محاولة انقلابية قادها صالح ولد حننا ضد نظام ولد الطايع) دون حراسات ولم تصب بأي أذى، رغم أن من بينها من ليست محببة إلى الناس، في إشارة إلى سفارة إسرائيل.
كما نفي الرئيس الموريتاني أيضا أي علاقة لبلاده بالقيادة الأميركية في أفريقيا (آفريكوم)، مستغربا ما وصفه بالدعاية التي يقوم بها بعض السياسيين بشأن هذا الموضوع.
وكانت معلومات صحفية تحدثت عن أن موريتانيا باتت الأوفر حظا باستضافة القيادة الأميركية في أفريقيا، وهو ما قابلته المعارضة الموريتانية بانتقادات واسعة