جدل كاثوليكي يلاحق نيكول في "البوصلة"
يشتعل جدل كبير حول فيلم " The Golden Compass البوصلة الذهبية" ذي الميزانية الضخمة التي بلغت 180 مليون دولار، والذي افتتح في انجلترا يوم 27 نوفمبر الجاري، وسيبدأ عرضه في أمريكا في السابع من ديسمبر المقبل. وهذا الجدل بين جماعة كاثوليكية أمريكية رأت في الفيلم إشارات ضدها، وطالبت بمقاطعته بعدما رأت أنه بمثابة هجوم على الدين، وبين المعجبين بكتابة بولمان الذين لا يريدون تخفيف الرواية الأصلية أو حذف أي شيء منها.
الفيلم أشعل أيضا معركة أخرى بين النقاد الذين اختلفت آراؤهم حول العروض الأولية للفيلم، فبينما أثنى العديد منهم على أداء النجمة نيكول كيدمان، أثنى آخرون على المؤثرات الخاصة في الفيلم، أما المعجبون فقد أعربوا عن خيبة أملهم من قرار تخفيف حدة المحتوى الديني في الفيلم.
ونشر موقع bridgetothestars.net لهواة الأفلام أن "حذف دوافعهم الدينية جعل من مؤسسة "ماجيسترام" شديدة الضعف، ومجرد مجموعة من البلطجية ستصير لهم قوة بدون أسباب واضحة".
أما بطلة الفيلم نيكول كيدمان الكاثوليكية العقيدة فصرحت بأنها لا تود التورط في فيلم يهاجم أو يعادي الدين.
بينما صرح زميلها في بطولة الفيلم النجم دانيال كريج الشهير بجيمس بوند الجديد لـ"رويترز" بأنه شعر بأن الفيلم ناجح كما هو، على الرغم من أنه كان يرحب بمزيد من المحتوى الديني الصريح.
وقال كريج "كنت أتمنى حدوث ذلك لأنني أعتقد أن الجدل الذي يثيره الكاتب فيليب بولمان شيء صحي جدا".
وشبه كريج دانيال الجدل المثار حول فيلم "البوصلة الذهبية" باعتراض الفاتيكان حول الفيلم المأخوذ عن رواية "شفرة دافنشي" للكاتب دان براون الذي جعل من الفيلم ثاني أكبر فيلم من حيث الإيرادات في العالم في عام 2006.
وبالإضافة إلى حذف كل ما يشير إلى الكنيسة أو الكتاب المقدس أو الخطايا، تم أيضا حذف آخر ثلاثة فصول من الرواية، حيث تتضارب التوقعات حول اثنين من الشخصيات الرئيسة وتقع مأساة لأحد أصدقاء "لايرا".
ويقول المخرج ويتز إن قراره بإنهاء الفيلم مبكرا عن الرواية كان بسبب شباك التذاكر وبرغبة الناس في النهايات السعيدة ولتأسيس ما يأمل أن يصبح سلسلة من الأفلام، كما يتوقع أن يثار مزيد من الجدل إذا ما قاموا بعمل سلسلة أفلام من الروايات.
موقف الكنيسة غاضب
وكانت الكنيسة هي المغزى الأساسي في رواية الكاتب فيليب بولمان ذائعة الصيت "أنوار شمالية Northern Lights" ولكن الفيلم السينمائي الضخم المأخوذ عنها لم يتطرق لهذا الأمر من قريب أو بعيد.
وحثت الجماعة الكاثوليكية في الولايات المتحدة المسيحيين على عدم مشاهدة الفيلم حتى في نسخته المخففة، خوفا من أن يدفع الناس لقراءة الثلاثية الروائية التي حققت أعلى مبيعات "أدواته الشريرة His Dark Materials".
ووصف أتباع الكنيسة الكاتب بولمان بأنه "ملحد إنجليزي شهير". وقالوا على موقعهم الرسمي على الإنترنت "إن هدفه هو القضاء على المسيحية، والترويج للإلحاد بين الشباب، وعلى الرغم من تعهدات الفيلم بأن يكون معتدلا وغير مثير للخلاف إلا أنه يمكن أن يمثل إغراء ودافعا لشراء ثلاثية بولمان الروائية "أدواته الشريرة".
وتدور رواية بولمان الخيالية حول الكنيسة وجهازها الحاكم المسمى "ماجيسترام" ويقومون بتجارب مؤلمة على الأطفال بهدف اكتشاف طبيعة الخطيئة، ويسعون للسيطرة على العالم، وقمع أي عوامل يمكن أن تضعف شرعية الكنيسة وقوتها".
الشخصية الأساسية في كتب بولمان هي فتاة تدعى "لايرا" تصارع قوى الظلام التي تتحكم فيها "الماجيسترام".
وتصر الجماعة الكاثوليكية على أن بولمان في روايته يستهدف الكاثوليكية والبابا، ويصورهم على أنهم مجموعة من المتآمرين ذوي الأهداف الشريرة.
بينما تدافع إلين جونسون رئيسة ملحدي أمريكا عن الفيلم وتقول "إنه يناقش مسألة السلطة، وهذا لا يمكن أن يكون أبدا شيئا سيئا نعلمه لأطفالنا، فحتى وإن قمتم بالرقابة على الأفلام والكتب، فهل تستطيعون الرقابة على شبكة الإنترنت؟ فلماذا تركزون على فيلم أو كتاب، بينما توجد في العالم كتب كثيرة عن الإلحاد متاحة أمام الشباب".
ولكن أي شيء يشير إلى الكنيسة في الفيلم تم حذفه، فقد كان كريس ويتز مخرج الفيلم حريصا على عدم إغضاب المشاهدين، ويقول ويتز لوكالة رويترز "بالنسبة لي كان الهدف هو ألا أكون هجوميا وأغضب الشخص الذي يذهب لمشاهدة الفيلم، ويمكن أن يكون متدينا، وشخصيا لا أعتقد أن روايات "أدواته الشريرة" تسيء بشدة إلى الدين أو الكنيسة الكاثوليكة".
أما الكاتب الروائي بولمان الذي وقع في خلاف بين الجماعة الكاثوليكية ورئيسها بيل دونهيو فقد صرح لجريدة نيوزويك قائلا "إنه أمر يجعلني أهز رأسي أسفا لوجود أمثال هؤلاء الحمقى طلقاء في العالم".
يقول ويتز "إنني لا أزال أؤكد على أن الناس التي تهاجم هذه الأفلام وهذه الكتب على أنها نوع من الإلحاد والكفر مخطئون، وستصبح الحياة أصعب بالنسبة لهم "متى" و"إذا" قررنا تنفيذ سلسلة الأفلام".